اهتزت أركان نادي ريال مدريد الإسباني عقب السقوط المدوي والمفاجئ أمام ضيفه سيلتا فيجو بنتيجة (2-0) على ملعب "سانتياغو برنابيو"، في قمة مباريات الجولة الخامسة عشرة من الدوري الإسباني (الليجا) موسم 2025-2026. هذه الهزيمة لم تمنح الغريم التقليدي برشلونة أفضلية مريحة في صدارة الترتيب فحسب، بل أشعلت نار الغضب والانهيار داخل غرفة ملابس "الملكي".
كواليس ما بعد الهزيمة: صمت "ألونسو" وغضب "النجوم"
كشف برنامج "التشرينغيتو" الإسباني الشهير عن تفاصيل درامية لما حدث فور صافرة النهاية، مؤكداً أن الأزمة تتجاوز الأداء الفني:
صمت المدرب المريب: الغريب والمفاجئ هو أن المدرب تشابي ألونسو لم يدخل غرفة الملابس ولو لثانية واحدة. لقد آثر الصمت التام، ولم يحاول مخاطبة اللاعبين أو تهدئتهم، تاركاً الفريق يواجه مصيره بمفرده. هذا الصمت أثار الكثير من التساؤلات حول علاقة المدرب باللاعبين في هذه اللحظات الحاسمة.
انهيار هستيري: شهدت غرفة الملابس حالة من الانهيار والغضب الجامح. تطايرت زجاجات المياه في كل مكان، وتحطمت بعض الأدوات الطبية وشاشات العرض، في دليل على مستوى الإحباط الذي وصل إليه اللاعبون.
صراع الاتهامات: الحكم أم الأخطاء الذاتية؟
في خضم هذا الغضب، انقسم اللاعبون إلى معسكرين:
معسكر الاتهام الخارجي: مجموعة كبيرة من اللاعبين وجهت اللوم مباشرة إلى حكم المباراة وتقنية الفيديو (VAR)، صارخين ومتهمين إياهم بـ**"سرقة الدوري"**.
معسكر المصارحة (الصوت العاقل): فجأة، قاطعت أصوات قوية ومسؤولة من لاعبين مخضرمين هذا الهياج، حيث قالوا حرفياً: "كفى!.. هذا عذر تافه جداً! .. الحكم ليس هو الذي خسرنا الدوري، نحن من خسر الدوري بأيدينا ونحن بنضيّع كل شيء لوحدنا." هذه العبارات الجريئة عكست إقراراً داخلياً بأن المشكلة الرئيسية تكمن في مستوى الفريق نفسه وتضييع النقاط السهلة.
تحليل المباراة: سويدبيرغ يوجه الضربة القاضية
استقبل ملعب "سانتياغو برنابيو" صدمة مضاعفة، حيث لم يكتفِ ريال مدريد بالخسارة، بل أنهاها بتسعة لاعبين بعد طرد المدافع فران غارسيا (64) ثم ألفارو كاريراس (90+5).
نهاية الصحوة: كان الريال يعتقد أنه سيكمل صحوته بعد فوزه الأخير على أتلتيك بلباو، لكنه فشل في فك عقدة التعادلات خارج ملعبه قبل أن يسقط على أرضه هذه المرة.
الهدف الأول القاتل (د. 54): افتتح البديل السويدي ويليوت سويدبيرغ التسجيل بعد كرة عرضية متقنة من براين ساراغوسا، ليضعها بذكاء في الشباك.
الطرد وتفاقم الأزمة: زادت متاعب الريال بطرد غارسيا، مما فتح المساحات لسيلتا فيجو.
هدف التأكيد (د. 90+3): وجه سويدبيرغ الضربة القاضية بتسجيله الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع، بعد أن راوغ الحارس تيبو كورتوا وسجل في المرمى الخالي، مؤكداً فوز سيلتا فيجو بهدفين دون رد.
هذا الفوز يمثل إنجازاً تاريخياً لسيلتا فيجو، حيث يعود آخر انتصار لهم في ملعب سانتياغو برنابيو إلى مايو 2006!
تداعيات الهزيمة على قمة "الليجا"
جمدت هذه الخسارة رصيد ريال مدريد عند 36 نقطة في المركز الثاني.
| الفريق | النقاط | المركز | الفارق عن المتصدر (برشلونة) |
| برشلونة | 40 نقطة | الأول | 4 نقاط |
| ريال مدريد | 36 نقطة | الثاني | - |
| فياريال | 35 نقطة | الثالث | يطارد بقوة |
| أتلتيكو مدريد | 31 نقطة | الرابع | - |
منحت الهزيمة أفضلية مريحة لبرشلونة حامل اللقب، الذي عزز صدارته بفارق 4 نقاط، ليصبح الضغط مضاعفاً على ريال مدريد لعدم إهدار المزيد من النقاط في الجولات القادمة. في المقابل، يواصل فياريال مطاردته القوية، مقلصاً الفارق إلى نقطة واحدة فقط خلف الريال.
